المشاركة في ندوة بمركز الجزيرة الثقافية حول “الاعتداء على الأطباء”

By | May 10, 2017

 

طالب رئيس جمعية الأطباء البحرينية الدكتور محمد عبدالله رفيع بسن تشريع أو قانونٌ صريحٌ وواضح يخص الأطباء والعاملين في القطاع الصحي لحمايتهم من الاعتداءات المتكررة والابتزاز والتصوير الممنوع قانونياً للأطباء وأفراد الطاقم الطبي العاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والعيادات الخاصة، مع تغليظ  العقوبات على من يعتدي على الأطباء، محذرا من أن الصمت الحالي وغض الطرف عن مثل هذه التصرفات قد شجع وفاقم من ظاهرة الاعتداءات، معربة عن خشية العاملين في الوسط الطبي من استمرار تلك الاعتداءات وتصاعدها حتى تصل إلى درجةٍ لا تحمد عقباها.

وخلال مشاركته في ندوة نظمها مركز الجزيرة الثقافي بالتعاون مع جمعية الأطباء تحت عنوان “الاعتداء على الأطباء” دعا الدكتور رفيع إلى قيام وزارة الصحة والمستشفيات المعنية بالعمل على مطالبة الجهات المسؤولة باتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة لحماية الطاقم الطبي من الاعتداءات اللفظية والجسدية، محذرا من أن “هذه التصرفات الدخيلة على مجتمعنا ستؤثر حتما بشكل سلبي على جودة واستمرارية الخدمة الطبية المقدمة للموطنين والمقيمين”.

وطالب بوجود جهة مسؤولة تتابع حالات الاعتداء على الأطباء على غرار مكتب شكاوي المرضى ومكاتب العلاقات العامة المعنية بشكاوى المرضى في المستشفيات، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات إدانة لم يعد هناك من يعيرها الاهتمام.

وأكد الدكتور رفيع أهمية أن يأخذ الناشطين المجتمعيين دورهم لمساندة مقدمي الرعاية الطبية في التوعية المجتمعية حول ابعاد واثار مشكلة الاعتداء على الأطباء، مثنيا في هذا الصدد على الجهات التي ساندت جمعية الأطباء عقب الاعتداء على الطبيب مؤخرا في مستشفى السلمانية، ومن بينها جمعية المحامين وجمعية الاجتماعيين، ومشيدا بدور مركز الجزيرة الثقافي في عقد مثل هذه الفعاليات التي تصب في الإطار ذاته.

مسببات الاعتداءات على الأطباء

واستعرض رئيس الجمعية خلال الندوة عددا من العوامل المسببة  لحوادث الاعتداء على الاطباء ، ومن بينها عوامل تتعلق بشخصية المعتدي (مريض او مراجع) وهي التكوين السيكولوجي ونوعية الشخصية اوالحالة النفسيه والمرضية للمريض . وكذلك الخلفية الاجتماعيه والثقافيه، إضافة إلى الثقافة المجتمعية السائدة ووجود الفرضيات المسبقة بعدم كفاءة الطبيب وتهاونه في إداء مهامه، وقلة الوعي الجمعي باهمية تقوية وتعزيز دور مقدم الخدمة والتواصل معه بشكل فعال وتقدير حجم  الضغوط الملقاة على عاتقه، من اجل انجاح العلاقة والحصول على خدمة افضل.

كما أشار الدكتور رفيع إلى أن الحملات الاعلامية الشرسة في وسائل الاعلام بانواعها ضد الجسم الطبي وعدم ضبط سير مواقع التواصل الاجتماعي تسهم إلى حد كبير في تحشيد الرأي العام ضد الأطباء.

وأشار إلى أن من بين تلك العوامل أيضا القصور في ابراز اسهامات ونجاحات الطبيب البحريني، والتقصير والتساهل في ابراز حجم قضية الاعتداء على الاطباء من قبل ادارات المستشفيات والوزارة، وعدم وجود جهه تأخذ بزمام الامور و تتابع حالات العنف ضد الاطباء، وتساهل الاطباء في حقوقهم عند حصول الاعتداء، وعدم تغليظ قانون العقوبات على المسيئين  والتساهل في الامر .

وعدم تاهيل الكوادر الطبية للتعامل مع العنف والتنبؤ بعلاماته وتشخيصه والدراية الكافية بالسبل الكفيله لصده من خلال توفير ادلة ارشادية او ورش تدريبية  لتعليم العاملين الصحيين.

 

حادثة السلمانية

وأشار الدكتور رفيع إلى أن حادثة الاعتداء على الطبيب في مركز السكلر بالسلمانية والتسبب في كسر بيده أثارت سخطنا وغضبنا في جمعية الأطباء،  خاصة وأن المعتدى عليه زميل لنا عرفناه دائما خلوقا مهذبا، وما زاد من حالة السخط لدينا هو التفاعل الضعيف من قبل وزارة الصحة التي اكتفت بالقول إنها ستسجل شكوى بالحادثة. وبالرغم من ذلك الا انه اسعدنا وأثلج صدورنا فعلا هو التجاوب الكبير والسريع من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر وتوجيهاته الكريمة بتوفير الأجواء الآمنة للعاملين في القطاع الصحي.

وقال: نحن في جمعية الأطباء لا نبحث عن التصعيد، وحالنا من حال الأطباء في مملكة البحرين الذين يتحملون مسوؤلية كبيرى ويعملون بصمت في ظروف صعبة، لكن لم يكن بالإمكان أن نسكت على هذه حادثة الاعتداء تلك، خاصة وأنها لم تكن الأولى، رغم أننا نتمنى، أقول نتمنى، أن تكون الأخيرة.

 

الطبيب يعمل في ظروف صعبة

من جانبها أشارت عضو مجلس إدارة جمعية الأطباء الدكتور أمل الغانم إلى أن بعض المراجعين مع الأسف يرفعون أصواتهم في وجه الطبيب وأحيانا يشتمونه وربما يعتدون عليه بالضرب كما حدث في مركز علاج السكلر بمستشفى السلمانية مؤخرا، غير مقدرين أن هذا الطيب هو انسان من لحم ودم، يؤدي أشرف مهنة، هي مهنة العلاج وتخفيف الآلام وإنقاذ الأرواح، ويعمل في بيئة صعبة جدا: رواتب هي الأقل على مستوى الخليج العربي، وساعات عمل طويلة تصل في بعض الأحيان لـ 36 ساعة متواصلة، يعاين خلالها عشرات وعشرات الحالات، ويحمل مسؤولية كبيرة جدا.

 

الإجازات المرضية هي أحد أهم الأسباب

من جانبها أشارت عضو مجلس إدارة جمعية الأطباء الدكتورة أمل داوود أن على المراجع أو المريض تفهم الظروف الصعبة التي يعمل الطبيب وفقها في مملكة البحرين، وأن مهمة الطبيب تقتصر على بذل قصارة جهده في الكشف والمعاينة ووصف الدواء، أما الشفاء فهو بيد رب العالمين وحده.

وأشارت د. داوود إلى أن أغلب المشاحنات التي تصدر عن المراجعين هي من قبل أولئك الموظفين الذين يريدون الحصول على إجازة مرضية رغم أن وضعهم الصحي الجيد لا يسمح لهم بذلك.

وخلال الندوة أوضح المحامي فريد غازي أهمية مبادرة السلطة التشريعية إلى سن تشريع واضح للتعامل مع حالات الاعتداء على الأطباء، لافتا إلى أن من يعتدي على طبيب في المستشفيات العامة والمراكز الصحية يعاقب وفق قانون تجريم الاعتداء على موظف عام، لكنه أوضح أن الاعتداء على الطبيب في عيادته أو في مستشفى خاص يندرج في إطار عقوبات الاعتداء على سلامة جسم الغير.

وأعرب عدد من الحضور خلال الندوة عن تفهمهم لمعاناة الطبيب البحريني، مؤكدين دعهمهم لجمعية الأطباء في مساعيها الحثيثة من أجل وضع حد لتفاقم حالات الاعتداء على الأطباء في البحرين، وبما يتيح للمواطنين والمقيمين الحصول على الخدمات الصحية والطبية بالجودة المرجوة.

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *